موعد تصفية المشاريع

عند إنشاء المشاريع فإن رواد الأعمال يبذلون قصارى جهودهم من أجل إنجاحها وتحقيق الأرباح، ولكن قد تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، ويجد صاحب المشروع أنه يحقق خسارات متتالية أو أنه أصبح مدينًا ويجب عليه سداد الديون، وهنا يجب التفكير في تصفية المشاريع.

المقصود بتصفية المشاريع:

هي عملية أو إجراء تهدف لإنهاء جميع أعمال الشركة، وبيع أصولها، وتحويلها إلى أموال، وكذلك بيع كل متلعقات الشركة وتحويلها لأموال إما بطرق عادية أو في المزاد العلني أو الممارسة، وسداد ديوان الدائنين ثم إعطاء ما تبقى للشركاء.

ولا بد من وجود مصفٍ وهو الشخص الذي يقوم بأعمال التصفية، وقد يكون معينًا من المحكمة أو من أصحاب المشروع إن كانوا أصحاب قرار التصفية.

 وأيًّا كان المصفي فهو له سلطات يحددها الذي عينه أو عقد الشركة، ويجب عليه جرد جميع أصوال الشركة، وعمل تقارير عن سير أعمال التصفية، وكذلك عمل تقارير عن أرباح وخسائر الشركة، مع سداد ديون الشركة وجَمْع كل مستحقاتها من كل مكان.

أنواع تصفية المشاريع:

أولًا: التصفية الإجبارية أو الإلزامية.

تتم بأمر من المحكمة أو الجهة القضائية عندما تكون الشركة غير قادرة على سداد ديونها.

ويمكن تقديم دعوى للقضاء بتصفية المشروع أو الشركة من: الشركة نفسها أو الدائنين أو المساهمين.

ومن الجدير بالذكر أن الديَّن ليس السبب الوحيد لرفع دعوى قضائية والمطالبة بتصفية الشركة، فمن الممكن أن يكون السبب أنها لم تعمل خلال المدة المحددة وهي في الغالب سنة، أو توقف نشاطها لفترة طويلة جدًّا، أو غيرها من الأسباب.

ثانيًا: التصفية الطواعية لأحد الأعضاء. 

تتم باختيار أحد الأعضاء دون اللجوء للمحاكم، وتكون فيها قادرة على سداد الديون، فيختار أعضاؤها تصفية المشروع أو الشركة.

ثالثًا: التصفية الاختيارية للدائنين.

تتم هذه التصفية أيضًا دون تدخل المحكمة، ولكن الشركة تكون عاجزة عن دفع ديونها، وبالتالي يختارون التصفية لسدداها.

الموازنة بين تصفية المشاريع والاستمرار:

في بعض الحالات يكون المشروع يسير بخُطىً بطيئة جدًّا، وبالكاد يغطي التكاليف مع أرباح لا تكاد تذكر، فهنا يجب على صاحب المشروع التفكير أهذا هو موعد تصفية المشروع؟

وللجواب على هذا السؤال يجب على صاحب المشروع الإجابة على الأسئلة الآتية:

 هل الأزمة التي يمر بها عارضة؟

هل يمكن التغلب عليها من خلال تعديل الإدارة؟

ما هي الخطة لاجتياز هذه المشكلة؟ وما المدة المتوقعة لتحسن الأمور؟

ويمكن القيام ببعض الأمور قبل أن يقرر أن هذا هو موعد تصفية المشروع أهمها:

1-الاستغناء عن العمالة الزائدة، والاكتفاء بالموظفين والعمال الأكفاء، والسعي لتحسين أدائهم بكل وجه ممكن. 

من الممكن تقليل الحوافز، مع وعد الموظفين بمكافآت كبيرة عند تحقيق أحد الأهداف.

2-التحلي بالمرونة وعدم التعصب لآراء المشروع وسياساته، والتفكير في كيفية زيادة الأرباح، مع ضرورة وضع خطة محكمة وتحديد موعد زمني لتحقيق الأهداف.

3-الشراء بالآجل إن أمكن ذلك، والاقتصار على الضروريات فقط، وما يكفي لمدة شهر لا أكثر.

4-العمل على زيادة الحصة السوقية، من خلال تخفيض الأسعار وعمل عروض ترويجية، لأن ذلك يساهم في زيادة القوة الشرائية للمشروع، وبالتالي الشراء بأسعار أقل.

 وكذلك السعي لزيادة المبيعات الكاش بدلًا من البيع بالآجل أو الأقساط، لزيادة السيولة. 

5-الاستعانة بأهل الخبرة والتخصص، وإعادة هيكلة الإدارة، وقراءة تجارب الشركات الرائدة للاستفادة منها.

إن لم تؤتِ هذه الأمور الثمار المرجوة منها، فلعل موعد تصفية المشروع قد حان.

إن الإدارة الناجحة هي التي تحس بالخطر من بعيد، وتعالج المشكلات قبل تفاقمها، ولا تجعلنا نصل لخيار وحيد وهو تصفية المشاريع.